معلومات عن الموقع

يهدف هذا الموقع إلى التعريف بالعالم الإسلامي محمد النشار ومحاضراته والمبادرات الاجتماعية والدعوية التي يدعمها مسجد الرحمة في دارمشتات تحت إشرافه.

تواصل معنا على

من فضائل الحج


من فضائل الحج


يتهيأ الحجاج المشتاقون لحج بيت الله الحرام وتتحرك مشاعر المسلمين بشوق وحنين يملأ القلوب، قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ َلهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 27-28]، والحج ركن عظيم من أركان الإسلام، فرضه الله سبحانه على المسلم المستطيع بقوله: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) {آل عمران: 97}، ولا يزال الناس يحجون منذ رفع إبراهيم القواعد من البيت، وأذن في الناس بالحج كما أمره الله إلى يومنا هذا، ولا ينقطع الحج طالما على الأرض مؤمن، فإذا قبض الله أرواح المؤمنين، ولم يبق على ظهر الأرض إلا شرار الخلق توقف سيل الحجيج إلى بيت الله الحرام …

فضائل الحج كثيرة ومتنوعة، منها:

أنه من أفضل الأعمال والقربات عند الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله ﷺ: أي العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”. قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”. قيل: “ثم ماذا؟” قال: “حج مبرور” {البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد}

والحج يعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: “لا، لكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور” {البخاري}، وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: “لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور“. فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله ﷺ) {البخاري}، وفي رواية للنسائي: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد. قال: “لا، ولَكُنَّ أحسنُ الجهاد وأجملُه حج البيت، حجٌ مبرور”.

والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. {متفق عليه}.

وكذلك البشارة بالجنة: لقوله ﷺ: (ما أهلَّ – يعني: لبَّى – مهلٌّ ولا كبَّر مُكبِّرٌ قطُّ إلا بُشِّر بالجنَّة) (صحيح الجامع الصغير)

والحج المبرور سبب لغفران الذنوب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه”. {البخاري}. وعند مسلم: “من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه“، وعند الترمذي: “من حج فلم يرفث ولم يفسق غُفر له ما تقدم من ذنبه”. ومعروفٌ أنَّ الأُمَّ تَلد ابنها وليس عليه من الذنوب شيء؛ سواء من الصغائر، أو الكبائر، وقِيل إنّ الذنوب التي تُكفَّر بالحجّ هي الصغائر، وقِيل إنّ الذنوب التي تُكفَّر هي الكبائر، واستدلّوا بقوله ﷺ لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- عندما رفض مُبايعته قبل إسلامه إلّا بشرط أن يغفر الله له، فقال له ﷺ: (أما عَلِمْتَ أنَّ الإسْلامَ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟ وأنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَها؟ وأنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟)

والإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر، قال ﷺ: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد”. {الترمذي عن ابن مسعود، وابن ماجه عن عمر، في الصحيحة}.

والحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله، فعن عمر رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم”. {ابن ماجه، في الصحيحة}. وفي رواية: “الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم”. {ابن ماجه}.

وفريضة الحج دائمة مستمرة حتى بعد ظهور الفتن العظام: “ليحجن هذا البيت، وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج”. {صحيح الجامع}، فإذا قبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان ولم يبق على الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف الحج، قال ﷺ: “لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت” {صحيح الجامع}.

ولهذا على كل مسلم مستطيع أن يتعجل الحج، فقد يأتي يومٌ يَعْجَزُ فيه عن الحج: “من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة” {صحيح الجامع}

التلبية والانسجام مع الكون: عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: ( ما من مسلمٍ يلبِّي إلَّا لبَّى من عن يمينِه أو عن شمالِه من حجرٍ أو شجرٍ أو مدرٍ حتَّى تَنقطعَ الأرضُ من هاهنا وَهاهنا) (الترمذي، والحديث صحيح)، فالتَّلبيةُ شَعيرةٌ مِن شَعائرِ الحجِّ، ومعناها: الإجابةُ والانقيادُ والإخلاصُ، وفيها إعلانُ التَّوحيدِ للهِ عزَّ وجلَّ، وإذا لبَّى المسلمُ فإنَّ النباتاتِ والجماداتِ تُلبِّي معه: “لَبَّيك اللَّهمَّ لبَّيك، لبَّيك لا شَريكَ لك لبَّيك، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والملكَ، لا شريكَ لك”، والمقصودُ مِن ذلك تَجاوُبُ هذه الجَماداتِ مع المُلبِّي،! ومُتابَعتُها له في هذا الذِّكرِ، فتظَلُّ تُوافِقُه في التَّلبيةِ، “حتَّى تنقَطِعَ الأرضُ”، أي: حتَّى يكونَ انتِهاءُ الأرضِ مِن جِهَةِ المشرِقِ، ومِن جِهةِ المغربِ، أو أنه هو الذي وافقها لأنها ملبية مستسلمة دائما لأمر الله، فلما وافقها شعر بأنها تلبي معه.

وهناك أمور ينبغي فعلها للحاج وغيره، ومنها: التوبة والتوبة واجبة في كل وقت وفي الأوقات الفاضلة أوجب، والإصرار على الذنب سبب للحرمان من الغفران ورضا الرحمن.. والحج نفسه توبة عملية للحج المبروروللحج أسرار ومعاني وفوائد ربما نتعرض لها إن شاء الله في لقاء آخر.. اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام


ربط التحميل



العربية